بقايا السيول في جده تهدد بكارثة صحية
مساعدة مدير الشؤون الصحية تؤكد انتشار 15 فريقاً وقائياً لمواجهة التداعيات
بقايا السيول في جده تهدد بكارثة صحية
تطرف مناخي:
في البداية أوضح أستاذ علم البيئة بكلية علوم البحار الدكتور على عشقي أن هناك مشكلات بيئية نجمت عن سيول جدة تتطلب تشكيل لجنة طوارئ من الجهات المعنية مكونة من: وزارة الصحة، الزراعة، البلدية، الأمانة لاحتواء المشكلات البيئية والصحية الناجمة عن سيول جدة قبل أن تصبح كارثة .
وحذر د. عشقي من تفشي الأوبئة التي باتت شبحاً يهدد جدة إذا ما ظلت مياه المستنقعات ومخلفات الأمطار منتشرة في الأحياء المتضررة، مبدياً مخاوفه من انتشار وباء الكوليرا، حمى الضنك بسبب انتشار المستنقعات.
وحتى لا تتكرر كارثة سيول جدة مرة أخرى أشار إلى عدم جدوى بناء السدود في القضاء نهائياً على مشكلة السيول، مقترحاً عمل مجرى سيل صناعي لحماية جدة عند شرق الخط السريع بعرض 40 متراً وعمق من 4-5 أمتار وربطه بوادي غليل، حتى لا تصل أي قطرة مياه من الجبال على جدة، مؤكداً أن بناءه غير باهظ التكاليف، في نفس الوقت الذي يكلف الدولة مبالغ باهظة لعلاج الآثار الناجمة عن السيول.
وأوضح أن المملكة تتعرض لتطرف مناخي؛ ما يهيئ الفرصة لزيادة كمية هطول الأمطار وقد تتضاعف أربع مرات، إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية جدة، مطالباً الجهات المسؤولة بإزالة المخططات السكنية التي قامت الأمانة ببنائها مثل: "أم الخير، قويزة"، وجميع المخططات المقامة على مجرى السيل وإحاطتها بحماية خرسانية؛ لأن السيل جارف لا يستطيع أي بناء أن يصمد أمامه.
خلل بيئي:
من جانبه أوضح أستاذ مشارك الكائنات الدقيقة بكلية علوم البحار الدكتور محمد السعيد أن مدينة جدة تعاني من خلل بيئي، حيث لا توجد شبكات لتصريف المياه؛ ما أسفر عنه امتلاء الشوارع بمياه الصرف الصحي، وعند سقوط الأمطار على هذه المياه الراكدة تصبح المياه ملوثة، محذراً من خطورة هذه المياه وما تحويه من ميكروبات وجراثيم على صحة المواطنين؛ ما يزيد من احتمال الإصابة بالطفح الجلدي، وإصابات العين، والتهابات الأذن.
ونبه السعيد إلى عدم جدوى توعية المواطنين حاليا لأن الكثير من أحياء جدة ما زالت عالقة بها كميات ضخمة من المياه؛ ما يؤدي إلى صعوبة تجنبها وتصبح البيئة المنزلية أكثر عرضة لانتقال الجراثيم عن طريق الأحذية، مشيراً إلى عدم فعالية رش المبيدات لأنه لا يقضي على البعوض في ظل انتشار مياه الصرف الصحي إذ لا بد من القضاء على بؤر البعوض المستوطنة والمؤدية إلى زيادة حالات الإصابة بحمى الضنك.
وعن أهم الأمراض الناجمة عن تلوث المياه ذكر قائلاً: "توقع زيادة حالات الإصابة بحمى الضنك، الملاريا عن طريق البعوض وجميعها إصابات معوية، مشيراً إلى أهم الحلول المقترحة للقضاء نهائياً على حمى الضنك وهى: ضرورة إنشاء مصارف لمياه السيول والأمطار، إنشاء شبكات منزلية لتنقية مياه الشرب من مياه الصرف الصحي.
وختاماً نصح السعيد الأهالي الذين يقطنون في المناطق المتضررة باتباع القواعد الصحية: بغسل الأيدي والأقدام، ووضع الأحذية خارج المنزل، وغسل الملابس التي تلوثت بفعل الأمطار، وضرورة تحذير الأطفال من اللعب بهذه المياه، وضرورة غلي مياه الشرب ووضعها في قوارير حتى لا تكون عرضة للتلوث، مشدداً على ضرورة تبني مشروع للتقويم البيئي بحيث يتم من خلاله دراسة المشروعات البيئية، وأهميتها وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
.
فرق وقائية:
مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الأولية والطب الوقائي الدكتورة نهى دشاش أوضحت أن هناك خمسة عشر فريقاً وقائياً يذهب للأحياء المتضررة من السيول، والبيوت، وأماكن الإيواء والشقق المفروشة ويأخذ عينة من المياه وتحليلها، وإذا ثبت احتواءها على بكتيريا يتم توجيه الأهالي لضرورة تعقيم مياه الخزان، مؤكدة جهود فرق التوعية والتشخيص في الكشف الطبي على السكان المتضررين ومعرفة ما يحتاج إلى التدخل العلاجي الفوري، وما يحتاج إلى التحويل إلى المستشفيات، بالإضافة إلى جهودهم في التنسيق مع فرق الأمانة وإرشادهم إلى الأماكن التي تحتاج إلى رش المبيدات.
وحول التأثير الصحي لمياه السيول أشارت دشاش إلى حدوث بعض الإصابات المتفرقة، والجروح الملتهبة، وخاصة مع مشكلة نبع المياه مرة أخرى من مناطق البغدادية، والسامر، مشددة على ضرورة أخذ تطعيم التيتانوس لمن جرح نتيجة التعامل مع المياه الملوثة، وهى عبارة عن إبرتين واحدة وقاية فورية، والأخرى وقاية على المدى الطويل، مؤكدة توافر هذه التطعيمات في المراكز الصحية الحكومية، وطوارئ المستشفيات.
وتوقعت ارتفاع معدل الإصابة بحمى الضنك خاصة مع استمرار تواجد المياه الراكدة في مناطق شرق جدة، مشيرة إلى دور الأمانة في التعرف على المناطق المتضررة بيئياً والمنتشرة بها جثث الموتى والحيوانات وإزالة آثارها ورشها بالمبيدات.
.